الخميس 26 ديسمبر 2024

سندريلا في بيتي بقلم منى أحمد حافظ الجزء الأول

انت في الصفحة 3 من 20 صفحات

موقع أيام نيوز

جرس غرفة والدة نبيل نهاد فعقدت شويكار حاجبيها وزمت شفتيها بأمتعاض واتجهت إلى هاتف المطبخ واجابت على الاتصال فسمعت صوت نهاد المتذمر يقول
_ ابعتي لي حد حالا يا شويكار ينضف الاوضة فورا أحسن توستا وقعت علبة الميكب فالارض وبهدلت الدنيا وشوفيلي الغبية اللي مفروض تراعي توستا سابتها وراحت فين أنا مش فاهمة أنت أزاي سايبة الشغالين فالقصر قاعدين براحتهم ومش واخدين بالهم مش شغلهم عموما لما يجي جويد أنا هخليه يشوف له حل فالاهمال دا وهخليه يخصم للكل أسبوع والمقصر حتى لو كنت أنت يرفده.
اغلقت نهاد الهاتف دون ان تعطى الفرصة لشويكار ان تجيبها والتقطت كلبتها الصغيرة وقبلتها وقالت
_ كدا يا توستا تبهدلي الدنيا اوف أنا مش عارفة الغبية اللي مفروض تاخد بالها منك راحت فين وسابتك بالشكل دا.
وفالى المطبخ تعالت أنفاس شويكار الغاضبة وهمهمت بكلمات السخط والاعتراض والتفتت إلى ولاء وقالت وهي تبتسم لها بحرج
_ معلش يا ولاء أنا عارفة أنك تعبتي بس أنا مش عارفة سامية أختفت فين وهي مفروض تراعي كلبة الهانم بصي اطلعي حناج مدام نهاد نضفيه وبعدين أمشي وخلي بالك مدام نهاد مش بيعجبها أي نضافة يعني عوزاك تبيضي وشي ماشي.
كادت ولاء تبكي من شدة تألمها ولكنها تماسكت وأومأت برأسها إلى شويكار وقالت
_ حاضر يا مدام شويكار أنا تحت أمرك وأهو دا شغلي فالأول والأخر بس هو جناح المدام فين.
وصفت لها شويكار الجناح فسحبت ولاء ساقيها واتجهت إلى الاعلى وهي تهمهم بسخط
_ يا صغيرة على الهم دا كله يا لوزة بس هقول إيه أنا اللي جبت دا كله لنفسي.
طرقت ولاء باب الجناج وولجت الى الداخل ووقفت متسعة العين من مشهد الارض الذى لوثته علبة المكيب فأغمضت عيناها وتنهدت پألم واتجهت الى الارضية واخذت تنظفها وحين كادت تنتهى تفاجأت بنهاد تغادر المرحاض وهي تحمل بين يداها كلبة بيضاء لها لونى عيون مختلف وقعت ولاء في عشقها فورا فابتسمت لنهاد وقالت
_ حلوة اوي الكلبة دي هي دي توستا.
رمقتها نهاد بنظرات متعالية وتخطتها الى غرفة صغيرة فعبست ولاء وهمست قائلة
_من تواضع لله رفعه مالها دي.
واكملت ولاء تنظيفها للغرفة وحين همت بالانصراف غادرت نهاد الغرفة وهي تحمل كلبتها وجالت بعيناها في كل مكان بالغرفة وقالت
_ تمام بلغي شويكار انك أنت المسئولة عن نضافة الجناح بتاعي كل يوم واياك تفكري ان دا امتياز ليك لا دا بس علشان شغلك مش بطال وكمان علشان مش بتتلكعي وأنت بتشتغلي ودلوقتى عوزاك تروحي اوضة بسمة تشوفيها لو مش مترتبة ترتبيها وبعد ما تخلصيها اطلعي الدور اللي فوق نضفي جناح بهير يلا روحي اعملي اللي قولت عليه.
انصرفت ولاء من الجناح واتجهت إلى الاسفل ووقفت أمام شويكار وابلغتها ما قالته نهاد فزمت شويكار شفتيها وقالت
_ معلش يا ولاء انا عارفة ان الشغل كتير عليك بس فعلا احنا عندنا أزمة الايام دى لان البنت اللى كانت شغالة مع سامية مشيت فجأة ومن غير أى أسباب ولا حتى تقول ودلوقتي مش عارفة سامية راحت فين ربنا يستر ومتكونش مشيت هى كمان اقولك اطلعى الاول جناح الاستاذ بهير نضيفه وخلى اوضة الانسة بسمة للاخر هى مش متعبة اصلا لانها مرتبه ومنظمة زى الاستاذ نبيل وبتحب ترتب اوضتها بنفسها فمش هتتعبي فيها واوضتها اللي جانب جناح الاستاذ نبيل.
لوت ولاء شفتيها وهمهمت بسخرية وقالت
_ قال الاستاذ نبيل منظم قال اومال لو مكنش منظم كان جناحه هيبقى ازاى اووف انا ايه اللى وقعنى فالعيلة المهملة المغرورة دى والله تستحقوا اللى اللهو الخفى يعمله فيكم علشان تتعلموا الادب وتتربوا وتعرفوا ان الناس كلها واحد لا يفرق غنى من فقير. 
وصعدت ولاء الى جناح بهير ووقفت مصدمة من اهماله المفرط فعقدت حاجبيها ولعنت في سرها هنادى للمرة المليون وتوعدتها بالويل حين تلقاها وسحبت نفسا عميقا وانهمكت في تنظيف الجناح الذى اجهز عليها كليا وانهت وهى تسب وټلعن ذلك البهير المهمل وهى تغادر جناحه متوجهه الى الاسفل ووقف ولاء أمام غرفة بسمة وطرقت بابها فسمعت صوت رقيق يأذن لها بالدخول وولجت ولاء إليها فطالعتها فتاة رقية الملامح هادئة تجلس خلف مكتب للمذاكرة وشحب وجه ولاء حين أدركت هوية الفتاة وازدردت لعابها وحاولت اخفاء وجهها عنها فخضت رأسها أرضا وقالت بصوت خشن
_ أنا جيت علشان ارتب الاوضة لو بس حضرتك ينفع تخرجى علشان اخلصها زي الست هانم ما أمرت.
تركت بسمة مكتبها واتجهت صوب ولاء ووقفت أمامها محدقة بها بدهشة ودارت حولها عدة مرات وجمد جسد ولاء أمام نظرات بسمة التي اخذت تدور حولها لتفاجئها بسمة بسحب غطاء رأسها الذي تغطي به شعرها لينهمر شعرها الغجري حول وجهها فصاحت بسمة وهي تقفز وتقول
_ مش معقول ألاء الادريسي.
الثانية. درس لمن يستحق. 
شهقت ولاء أمام ما فعلته بسمة ورفعت يدها إلى شعرها تلملم تبعثرة الغجرى واختطفت غطاء رأسها

انت في الصفحة 3 من 20 صفحات