الثلاثاء 07 يناير 2025

فُتنة..الفصل الأول والثاني بقلم منى أحمد حافظ

انت في الصفحة 13 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

طنط عاليا وأنا مش عاوزة حد يتكلم أو يضايقك بالكلام.
صاح معز بفرح وبدل إتجاه سيارته سريعا باتجاه شقته بينما ازدردت هنيدة لعابها وقلبها يرجف في حين زجرها عقلها لتهورها.
وبعد نحو النصف ساعة مرت عليهم بمسكنهم أحترم معز المسافة التي فرضتها هنيدة بينهما وجلس أمامها يشاغبها بحديثه وهو يقص عليها ما حدث معه طوال الفترة السابقة لتتناسى خۏفها وهي تستمع إليه بشغف فوقفت فجأة ونظرت إليه قائلة
_ أنا هقوم أعمل لنا حاجة نشربها وبالمرة هتصل أطمن على طنط عاليا وأبلغ فتنة بمكاني علشان تأمن عليا لو في حاجة حصلت وتقولي.
أومأ معز وزفر وعيناه تتبعها بحب ولكنه عبس حين ارتفع رنين هاتفه فسحبه من جيب بنطاله ليعقد حاجبيه حين قرأ إسم زميله بالوحدة فابتعد عن سمعها وولج غرفته وأجاب فأتاه اعتذار زميله وقوله
_ أنا أسف يا معز إني بتصل بيك بس صدر أمر بإلغاء كل الأجازات والقيادة طلبت إن كل اللي نزل أجازة يسلم نفسه الساعة سبعة الصبح فالوحدة سامحني يا صاحبي إني ببلغك بالخبر الۏحش دا بس دا أمر عسكري وأنا خۏفت إن محدش يبلغك وقولت أأكد عليك.
اكفهر وجهه فصاح رغما عنه بحدة
_ هو لعب عيال ولا إيه دا أنا حتى ملحقتش أغسل وشي من تراب السفر أقوم راجع تاني يا عالم أنا ليا شهرين مخدتش ساعة راحة ووقت ما رضوا عني يادوب أدوني أربع أيام بالعافية ودلوقتي تقولي الأجازة أتلغت.
حاول زميله أن يهون عليه فقال
_ طب أحمد ربنا يا معز علشان إنت حالك أهون من الرائد مصطفي اللي دخلته الليلة واتبعت له استدعاء يعني هيسيب مراته ف الكوشة ويرجع يسلم نفسه وبدل ما يدخل هيصبح علينا وعلى الوحدة.
زفر بحنق ولكنه يعلم بأنه لا يستطيع الإعتراض فقال بصوت ساخط
_ لله الأمر من قبل ومن بعد ماشي يا زميلي عموما كتر خيرك إنك أتصلت أنا يادوب هروح أسلم على الوالد وأبوس إيد الوالدة وأجي أصبح عليكم أنا ومصطفي لما يبان لكم صاحب.
أنهى الإتصال واستدار فرآها تقف بوجه باك فهز رأسه بيأس وأردف
_ ما باليد من حيلة هو الظاهر دا حظي يعني لو مكنش والدك يوقف لنا يبقى القيادة عموما قدر الله وماشاء فعل ويلا بينا علشان ألحق أوصلك وأروح أشوف الحج والحجة قبل ما أسافر.
اقتربت منه پخوف لتفاجئه بتشبثها به وهي تجهش في البكاء وتقول
_ بس أنا ملحقتش أشوفك ولا أقعد معاك يا معز دا ظلم حقيقي ظلم إني اتحرم منك بالشكل دا حتى إتصالك بيا بيبقى كل فين وفين أنا أنا مش عوزاك تسيبني أرجوك خليك معايا وبلاش تسافر.
أبعدها عنه قليلا وأحاط وجهها بكفيه قائلا
_ ياريته كان ينفع يا هنيدة بس دا أمر عسكري ولو عصيته هتحبس يرضيكي جوزك حبيبك يتحبس.
هزت رأسها بالنفي وعيناها تحدق به پخوف تسلل إليه فعبس قائلا
_ مالك يا هنيدة أول مرة أشوف نظرة الخۏف دي جواكي بالشكل دا.
سالت دموعها وأردفت بجزع
_ مش عارفة يا معز أنا خاېفة أسيبك تسافر خاېفة تبعد عني قلبي بيوجعني من ساعة ما سمعتك بتوافق أنك هترجع.
إبتلعت شهيقها المؤلم بداخلها وتشبثت به وهو الأمر الذي جعل معز يشعر بالتوتر فهي وللمرة الأولى تقترب منه إلى هذا الحد أحاطها بقوة ساعديه وقلبه يرجف وحين أبتعدت لتحدق بوجهه لاحق عينيها الدامعة وحمرة وجنتيها لتتوقف نظراته فوق ملامحها المرتعشة واقترب منها فاغمضت هنيدة عينيها مستسلمة ولم يدر معز متى تفجرت حاجته إليها إلى أمر أعمق عبر عن إشتياقه وطوقه الشديد لتزيد هنيدة الأمر وطأة عليهما ببراءة فاغلق معز باب عقله الذي حاول أن ينهاه ويحذره من مغبة تهوره ليزجره بقوة مذكرا عقله بأنها زوجته ليغيبا سويا بدوامة عشقهما.

أسرعت فتنة وغادرت المشفى لتعود إلى المنزل قبل أن ينتبه والدها ل تأخر شقيقتها وأثناء سيرها لم تلحظ السيارة التي أتت صوبها مسرعة لتتوقف قبل أن تمسها بإنشات فلزمت مكانها ترتجف ليغادر سائقها وهو يحدق بها پغضب وما أن تبين ملامحها حتى صاح بصوت جهوري
_ ما أنا كان لازم أعرف إن واحدة مستهترة زيك دايرة من إيد لإيد من غير لا رابط ولا ظابط نهايتها إنه
بس لو سمحتي اختاري لك عربية تانية غير عربيتي   تحت العجل بتاعها بعيد عني علشان أنا مش ناقص مصايب. 
ازداد ارتجافها ولكنه لم يكن بسبب الخۏف بل بسبب ڠضبها الذي أشعلته كلماته فيها فرفعت عينيها ونظرت إليه بحدة فبادلها التحدي ورفع حاجبه بتكبر وسخرية زادتها ڠضبا فما كان من فتنة إلا أن رفعت كفها وصڤعته بقوة واستدارت   أثرها فتنة حين تملكها الدوار وسقطت فجأة بين يديه مغشيا عليها فأسرع محتويا إياها قبل أن ترتطم بالأرض وهو يلوم نفسه لتطاوله عليها لينتفض فجأة حين لمع ضوء أمام عينه فنظر إلى المصدر ف رآه يقف مستندا إلى سيارته وبيده هاتفه يومىء إليه مبتسما بشماته.
يتبع

12  13 

انت في الصفحة 13 من 13 صفحات