الأحد 05 يناير 2025

فُتنة..الفصل الأول والثاني بقلم منى أحمد حافظ

انت في الصفحة 12 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

ورا ابوك وأعصاني يا براء بس بكرة لما أثبت لك إنك غلطان متبقاش تيجي ټعيط وتقولي سامحيني يا أمي.
لم تصدق عيناها أنه يقف أمامها أسرعت بخطواتها إليه وتوقفت وهي تلاحق ملامحه وأردفت بصوت مفعم بالحب
_ معز مش معقول انت جيت أمته وليه مقولتليش إنك هتنزل أجازة علشان كنت أستناك فالبيت و...
إلتقط يدها ولثمها فأحمر وجهها بشدة وسحبت يدها منه وڼهرته بمحبه
_ معز إحنا فالشارع إيه اللي بتعمله دا.
إبتسم والتقط يدها بين أصابعه وسار إلى جوارها وقال
_ مراتي وحبيبتي ووحشاني أنا حر اعمل اللي أعمله ومحدش له عندي حاجة وحشاني يا ناس وهتجنن عليها ليا تلت شهرين مشوفتهاش.
تلفتت هنيدة حولها بحرج قائلة
_ معز أرجوك وطي صوتك الناس بتبص علينا وحياتي بقى. 
زفر وعيناه تلاحقها بنهم وضغط بأصابعه فوق أصابعها وسحبها إلى سيارته التي صفها بعيدا عن الجامعة كي لا تراها وتعلم بمجيئة وأردف
_ أمري لله هوطي صوتي وهبطل علشان وشك ميفضلش أحمر كدا طول ما إنت معايا.
جلست إلى جواره وقلبها ينبض بقوة وأتكأت إلى المقعد لتحدق به وهو يقود سيارته فألتفت إليها مردفا
_ شفتي إنك إنت كمان مش قادرة تبعدي عينيكي عني علشان واحشك يااه يا هنيدة لو تعرفي قد إيه أنا مشتاق لك عارفة أنا المرة دي لازم أحدد مع عمي ميعاد فرحنا لإني معدتش قادر على بعدك أكتر من كدا.
تلاشت ابتسامتها وعبست قائلة
_ وتفتكر بابا هيوافق ما أنت كل أجازة تتكلم معاه إنت ووالدك وهو على رأيه لما أخلص الكلية نبقى نتجوز.
صف معز سيارته إلى جانب الطريق ونظر إليها بتمعن وقال
_ لا ما أنا المرة دي يا قاټل يا مقتول أنا مش هقدر أستنى تلت سنين أشوفك فيهم مرة ولا مرتين بسبب الجيش والدراسة عمي مفروض يوافق إننا نتجوز خصوصا إن شقتنا جاهزة ومش ناقصها أي حاجة وأنا والحمد لله مرتبي كويس يعني مش هقصر معاكي وهسيبك تكملي دراستك وحتى لو حابة تحضري دكتوراه هسيبك تكملي أنا بجد مش فاهم سر أنه رافض جوازنا بالشكل دا.
أمتعضت ملامح هنيدة وأشاحت بوجهه عنه ليدير وجهها بأصابعه ويقول
_ متديريش وشك عني أنا ما صدقت نزلت أجازة وعاوز أشوفه فكل لحظة وثانية هنيدة أنا بحبك ومحتاج لك أكتر من الأول بكتير حبيبتي الحياة فالصحرا صعبة والضغط العصبي اللي إحنا عايشين فيه مخليني مش قادر أتحمل بعدك عني أنا نفسي أقعد معاكي براحتي ومبقاش خاېف إن والدك يدخل علينا ويبص لنا كأننا بنسرق لمجرد إني ماسك إيدك ومقرب منك أنا من حقي يا هنيدة أكون معاكي زي ما أنا عاوز أرجوكي ساعديني وحاولي تتكلمي معاه خلينا نقنعه سوا خصوصا إن أجازتي المرة دي أربع أيام بس ومش عارف هقدر أنزل تاني أمته.
لمعت عيناها بالدموع فهي حاولت إقناع والدها بتقديم موعد زواجهم ولكنه رفض رفضا قاطعا وحين سأله شقيقها سهيل أجابه بأنه لن يقبل بأن تتزوج ابنته الصغيرة قبل فتنة فهي الكبرى ويجب أن تتزوج أولا زفرت بحزن فكيف ستبلغه بسبب رفض والدها وتضع شقيقتها بموقف محرج أمامه مد معز يده وكفكف دموعها وربت فوق وجنتها وأقترب منها وهمس
_ هنيدة يصعب على قلبي إني أشوف دموعك وأبقى بعيد بالشكل دا حبيبتي تعالي نروح شقتنا نقعد ساعة نتكلم ونهزر زي ما إحنا عاوزين من غير خوف من نظرات والدك وتحكماته المبالغة يا حبيبتي هو أنا موحشتكيش معقول مش مشتاقة ليا زي ما أنا مشتاق ليكي يا هنيدة إنت مراتي يعني وجودنا لوحدنا مش حرام علشان خاطري وافقيني المرة دي وتعالي نروح شقتنا أهو على الأقل نفكر بصوت عالي سوا ونشوف طريقة نخلي والدك يوافق على جوازنا الأجازة الجاية بدل ما أتجنن وأخطفك.
ازداد إحساسها بالصراع فهي ترغب وبشدة بالتواجد معه تتحدث كما تريد دون خوف وترقب لحضور والدها وفي نفس الوقت تخشى أن يعلم أحد فينالها ڠضب والدها وشقيقها.
لاحق عيناها ورأى حيرتها فزفر وأستدار عنها وتابع قيادة سيارته لتمد هنيدة أصابعها المرتجفة وتلمس يده فوق المقود مردفة بصوت مضطرب
_ أنا موافقة نروح يا معز بس بشرط هي ساعة ونروح علشان بابا وكمان علشان ماما وفتنة فالمستشفى مع
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 13 صفحات