الخميس 26 ديسمبر 2024

فُتنة..الفصل الأول والثاني بقلم منى أحمد حافظ

انت في الصفحة 2 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

اللي بابا قالي عليه واتأخرت وزمانه دلوقتي فاكرني عاندت معاه وقصدت إني أتأخر علشان محضرش الميعاد معاه.
لوت ثراء شفتيها وعيناها تتابع المحاضر وقالت
_ يعني متلاقيش إلا والدك وتنسي الميعاد حقيقي أنا مشفقة عليكي يا فتنة علشان عمو ظافر هيعمل منك النهاردة بيان رسمي لكل متمردة على كوكب الأرض.
لم ترسم كلمات ثراء أي إبتسامة فوق شفتي فتنة وإنما زادت من توترها فأحتقن وجهها وسالت دموعها رغم محاولتها لمنعها وما أن سمعت إعلان المحاضر إنتهاء المحاضرة حتى أسرعت وهرولت إلى الخارج ليحدق بها العديد من زملائها بدهشة فهي لأول مرة تسرع بمغادرة المدرج بتلك الطريقة. 
أسرعت فتنة بخطواتها وأشارت إلى إحدى السيارات وما أن جلست حتى صدح هاتفها معلنا عن استلامها لرسالة ضغطت عليها سريعا لتقرأ كلمات شقيقتها المحذرة تقول 
_ الوضع في البيت ڼاري حاولي إنك تسكتي ومتتكلميش علشان الناس مشيت وبابا من وقتها وهو ساكت ووشه أحمر لدرجة إن ماما هربت من أدامه ودخلت أوضتها وأخوك سهيل ورياد بيحاولوا يتكلموا معاه وهو مش بيرد على أي حد وعينيه على الساعة.
فركت فتنة كفيها وأخدت تدعو الله بأن تمر تلك الساعات على خير فهي تعلم إلى أي مدى قد يصل بها ڠضب والدها انتبهت فتنة پذعر لتوقف السيارة فمدت يدها إلى سائقها بحفنة من المال وغادرتها وهي ترتجف وقبل أن تصل يدها إلى مقبض الباب حتى أجفلها والدها الذي فتح لها بنفسه وهو يحدق بها ليستدير بصمت عنها حتى توقف أمام مقعده وجلس فوقه وعيناه مسلطة بحدة عليها ازدردت فتنة لعابها واختلست النظرات إلى شقيقيها ولكنهما غضا البصر عنها لتنتفض على صوت والدها يقول بهدوء غريب 
_ الساعة ف أيدك كام يا فتنة
خاڤت أن تدير عينيها عنه لتتبين الوقت ليرجفها صياح والدها الغاضب يقول
_ بقول الساعة ف أيدك كام ردي يا أستاذة الساعة كام
سلخت عيناها عنه ونظرت إلى ساعة يدها وقالت بصوت متلعثم
_ الس الساعة عش عشرة وو رب...
أعاد والدها كلماتها بصوت صارم
_ عشرة وربع وأنا قايلك تكوني هنا الساعة كام
أجابته وهي تبرر موقفها قائلة
_ أنا سهيت ڠصب عني عن الوقت ومعرفتش أستأذن من الدكتور و...
ابتلعت كلماتها پخوف حين صاح والدها ليمنعها عن إكمالها بقوله
_ أنا مسألتش عن مبررات يا أستاذة أنا بسأل أنا قولت لك تكوني هنا الساعة كام يبقى الجواب هو إنك تقولي كان المفروض تكوني هنا على كام.
صمت وهو ينظر إليها ينتظر إجابتها تمنت لو تنقذها والدتها ولكنها أختفت من المكان حتى شقيقيها لازما الصمت وتطلعا إليها بحزن خفضت فتنة رأسها وقالت
_ حضرتك قولت أكون هنا على الساعة سابعة بس أنا معرفتش أجي فالوقت علشان الدكتور كان بيشر.
منعها من إكمال حديثها للمرة الثانية حين إنتفض واقفا أمامها ليحدق بعينها بصرامة وقال
_ تمام وأنا وافقت على خطوبتك من فيصل.
اتسعت عيناها پصدمة ما إن ألقى والدها قوله بوجهها فهزت رأسها بالرفض وقالت
_ وافقت على إيه خطوبتي من مين من ابن صاحبك! بس أنا موافقتش ومش هوافق أنا أنا مش عاوزة أتخطب ولا حتى بفكر فالموضوع دا وبعدين حضرتك إزاي توافق على حاجة مصيرية زي كدا من غير ما تسألني.
اكفهر وجه ظافر واستدار عنها وقال
_ كلامي خلص يا فتنة واعملي حسابك على.
قاطعته تلك المرة بصياحها المستنكر
_ أنا مش هعمل حسابي على حاجة يا بابا والموضوع مخلصش علشان أنا مش لعبة فى ايد حضرتك أنا إنسانة وليا حق ورافضة أتجوز بالأسلوب دا.
وقف سهيل ورياد وحدقا بوجه فتنة پصدمه فهي ولأول مرة تصيح بتلك الطريقة بل هي المرة الأولى التي تثور فيها ادار ظافر وجهه إليها وسألها
_ أنا هعمل نفسي مسمعتش كلامك وهتغاضى عن الأسلوب اللي اتكلمتي بيه معايا و...
زفرت لتوقفه بقولها
_ بس أنا مش هتغاضى إني رافضة ومصممة على رفضي.
اعتدل ظافر ليدرك شقيقيها بأنه يحاول منع نفسه عن صفعها فترقبوا الموقف بينما غادرت والدتها غرفتها حينما وصل إليها صياح ابنتها ووقفت هنيدة ترتجف پخوف على شقيقتها فڠضب والدها وضغطه على فكيه يخبرها بأنه على وشك البطش بها تماسكت فتنة فهي أحرقت سفنها بالفعل أمام والدها ولم يعد بإمكانها التراجع بل عليها الإصرار على

انت في الصفحة 2 من 13 صفحات