فُتنة..الفصل الأول والثاني بقلم منى أحمد حافظ
أعصابه إلى أبعد مدى وأشار إلى سهيل بالإبتعاد عنه وقال
_ دا كلامك للناس تمام وبالنسبة لكلامك ليا ياترى هيبقى نفس الجواب ماليش دعوة ولا دخل.
أحتقن وجهها حرجا فهي لم تقصد أبدا أن تبدو كلماتها مهينة بتلك الدرجة فأطرقت برأسها أرضا وهي تلوم نفسها لإنفلات الأمر منها هكذا حمحم رياد لينبهها فرفعت عينيها إلى والدها وهي تبكي رغما عنها وقالت
_ لو جاي تفتح معايا كلام ف موضوع العريس فيا ريت توفر كلامك واحتفظ بيه لنفسك علشان أنا معنديش أي أستعداد أسمع أي حاجة عنه.
رفع حاجبه مستنكرا أسلوبها في الحديث معه فقال
_ دا واضح إنك ماشاء الله كبرتي وبقيتي رافضة تسمعي أي كلام مننا إيه يا فتنة تكونيش خلاص فاكرة نفسك الكبيرة في البيت هنا وبقيتي تقرري كل حاجة على هواكي عموما أنا جيت علشان أنبهك إن حتى لو معاكي الحق بالرفض مكنش المفروض إنك تتكلمي بالأسلوب دا مع بابا وترفعي صوتك عليه وتقاطعية أكتر من مرة يا أستاذة فتنة قبل ما تدافعي عن حقك مفروض إنك تلتزمي بواجبك في البيت دا ومع الكل مش تاخدي جانب لوحدك وتمنعي نفسك عن الكلام معانا والقعدة معانا ولا إنت مش واخدة بالك إنك بتتجنبي تجتمعي معانا.
_ أنا عارفة واجبي كويس ومقصرتش فيه احترام وبحترم الكل برا البيت وجواه إنما كلامك عن التجمع فأنتم كلكم عارفين إني بحب أقعد لوحدي وبعدين أنا لا بتصنع دا ولا بمثله يا سهيل.
عقد حاجبيه بعصبية لرفضها تفهم الأمر فصاح بها
_ يا بنتي أفهمي إحنا عوزينك معانا تقعدي تتكلمي تخرجي من القوقعة اللي بقيتي حابسة نفسك فيها وملازمة بيها أوضتك دا إنت لحد دلوقتي متعرفيش خطيب أختك شكله إيه وكل ما بيجي تختفي يا فتنة إحنا مش أعدائك علشان تخافي وتقفلي على نفسك إحنا إخواتك وعايزينك تشاركينا الحياة.
_ وأنا مش عاوزة أجتمع أنا برتاح لوحدي يا سهيل برتاح وأنا لوحدي مش مع حد فياريت تحس بيا وتفهمني وتبطل تفرض نفسك عليا بالطريقة دي وسبني أعيش زي ما أنا عاوزة وأظن إن محدش هنا بيعدل عليك فحاجة وسيبينك تعيش حياتك على مزاجك وهواك تخرج تقعد تنام تتكلم تسكت محدش بيقولك حاجة وزي ما إنت بتعمل اللي على هواك سبني أنا كمان أعيش زيك ودلوقتي لو سمحت أنا محتاجة أرتاح شوية علشان ورايا مذاكرة كتير.
_ متزعلش منها يا سهيل إنت عارف أختك اتبدل حالها وبقت إنطوائية وإحنا كتير حاولنا معاها إنها تخرج وتندمج وبعد ما يأسنا إنها هتفضل من غير صحاب أتعرفت على ثراء وو.
ابتلعت سوار اسم ريوان بداخلها حين تجهمت ملامح سهيل واكتسى وجهه بالحزن ليسرع بمغادرة المكان هو الأخر فاقترب رياد من والدته واحتوى حزنها قائلا
تنهدت سوار وربتت كتف رياد بحنو وهي تدعو الله بأن يصلح حال أبنائها.
انتبهت فتنة إلى صوت سهيل يقول
_ فتنة إحنا وصلنا مش هتنزلي الكلية ولا إيه.
التفتت إليه ونظرت بتمعن إلى عينه الداكنة لترى الحزن يسكنهما فخفضت رأسها قائلة
_ أنا آسفة يا سهيل بجد أسفة وحقك عليا صدقني أنا مكنش قصدي أبدا إني أتكلم معاك أو مع بابا بالأسلوب دا وحياتي بلاش تزعل مني إنت عارف أنا مقدرش على زعلك وزعل بابا فنفس الوقت.
لان