فُتنة..الفصل الأول والثاني بقلم منى أحمد حافظ
كفيها بحرج وعيناها تتبدل بين النظر إليه وإلى وجه فتنة التي أسرعت وقالت
_ إنت هنا من بدري يا سهيل
نفى برأسه مجيبا
_ أنا لسه واصل من برا بس هخرج تاني علشان نسيت ورق مهم مع واحد صاحبي مضطر أروح له البيت أخده منه وأرجع بس إنت بتسألي ليه عوزاني فحاجة ولا محتاجة توصيلة إنت وريوان.
أمائت فتنة برأسها وقالت
_ بصراحة كنت طمعانة إنك تاخدني أنا وريوان تودينا المول يعني محتاجين نلف لفة هناك نشوف الجديد اللي نزل وكمان علشان نشتري هدية ثراء ما إنت عارف عيد ميلادها قرب.
_ تمام أنا هتصل بزميلي أأخر ميعادي معاه وهاخدكم المول وأرجعكم تاني بعد ما تخلصوا يلا لو جاهزين.
كادت ريوان ترفض ولكن عينا فتنة التي حدجتها بنظرات صارمة جعلتها تتبعهم في صمت وقلبها يرجف لوجود سهيل برفقتهم.
ما أن قاد سهيل سيارته وأبتعد عن منزلهم حتى ناشدته فتنة قائلة
_ معلش يا سهيل ممكن توقف أحسن أنا نسيت موبايلي والمحفظة فالبيت بص خد ريوان للمول وأنا هرجع على السريع أجيب المحفظة والموبايل وأحصلكم.
_ ممكن تهدي وتطمني أنا مش هخطفك.
ازداد وجهها إحمرارا وتسارعت أنفاسها فأوقف سهيل سيارته إلى جانب الطريق وألتفت إليها مردفا
توقف حين رأى وجهها قاني الحمرة فزفر پغضب من نفسه وأستدار عنها وقال بهمس
ازداد رجيف قلبها حين إستدار سهيل بسيارته وعاد إلى منزلهم وأحست ريوان بأن صمتها وخۏفها أضاع منها فرصة الحديث معه التي تمنتها طويلا ولم تدر بأنها بكت بصوت عال إلا حين توقف سهيل مرة أخرى فألتفت وحدق بها پألم ولام نفسه بقوة لحديثه وتهوره فأشاح بوجهه عنها ليسمعها تقول بصوت متحشرج
قبض بقوة على مقود سيارته ليمنع نفسه من النظر إليها من جديد وزفر وقلبه يرجوه أن يخبرها بمكنون ليطلق سهيل صراح أنفاسه وكلماته معا
_ كنت عاوز أقول كتير يا ريوان بس خاېف يكون مش من حقي أعترف لك باللي جوايا.
تلاقت عيناهما فلمح تساؤلها وفضولها لمعرفة ما يود إخبارها به أعترف بعينه فرأى خجلها يطفو فوق ملامحها فأبتسم لتشرق شفتيها عن إبتسامة خجولة جعلت قلبه ينبض بقوة ليستدير إليها هامسا
ازدردت لعابها وأمائت برأسها ليفاجئها سهيل بمغادرته لسيارته وإلتفافه حولها وفتح لها باب وهو يشير إليها لتجلس إلى جواره وما أن جلست بالمقعد الأمامي حتى عاد إلى مقعده ونظر إليها قائلا
_ كدا بقى أعرف أتكلم وأقول كل اللي جوايا براحتي ريوان أنا من أول يوم شوفتك فيه وأنا مشغول بيكي وبفكر فيكي على طول وبقيت بستنى إنك تيجي لفتنة علشان بس أشوفك وأطمن عليكي.
إتسعت عيناها بدهشة فسألته وهي تخفض رأسها حرجا
_ أنا أنا...
صمتت وأحست بقلبها يكاد يغادرها من قوة ضرباته فعلمها بأنه كان يترقبها وينتظرها كما كانت تراقبه وتتابعه أطار بعقلها لاحقها بنظراته ليرى أملا بداخلها فتنهد وهو يحدق بها بحب وقال
_ مكنتش أتخيل إني أفضل خمس سنين أبص عليكي وأتابعك من بعيد لبعيد كنت مړعوپ لتيجي فيوم وتقولي إنك هترتبطي بحد غيري أو إنك بتحبي حاولت كتير أعترف لك بمشاعري لكن خۏفت متكونيش حاسة بيا فتبعدي عن فتنة وأخسرك.
أعتدل سهيل وسيطر على يده