الجمعة 27 ديسمبر 2024

اسكريبت بقلم سارة مجدي

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

كانت تركض بالشارع ليلا تتلفت حولها فى خوف مقطوعه الانفاس لاهسه تشعر بجفاف فى حلقها وقفت قليلا تلتقط انفاسها وهى تنظر خلفها تتاكد من ان لا احد يتبعها ظلت واقفه لدقيقه ثم عاودت الركض من جديد ولم تجد مكان تذهب اليه وقد ابتعدت عن بيتها مسافه كبيره تتطلعت حولها لتكتشف انها فى محطه القطار  اختفت فى احدى عرباته وظلت فى مكانها حتى توقف فى محطه اخرى فنزلت منه تتلفت حولها مكان غريب عليها خرجت من المحطه وما زال الليل يسدل اهدابه مشت مسافه طويله حتى وجدت سور كبير تعلوه اشجار عاليه وامام ذاك البيت وجدت مصتبه كبيره عليها مفرش يدوى جلست عليها تستريح قليلا ولكن النوم غلبها لم تشعر بشيء الا حين شعرت بيد احدهم تنغذ كتفها بقليل من العڼف لتفتح عينيها على اتساعهما فى خوف ثم هبت واقفه على قدميها

كانت يقف امامها رجل كبير فى السن يرتدى جلباب بنى وامرأة بعبائه سوداء سألتها المرأه بشيء من الغلظه _ انت مين وبتعملى ايه هنا
ولم تعطيها فرصه للاجابه ولكن اشارت للرجل خلفها قائله _ امسكها يا سعدون وتعال ورايا
انقض عليها ذلك السعدون وامسكها من ذراعها بقوه وهو يسحبها خلفه وهى تحاول ان تسحب ذراعها من يده وهى تقول_ انا معملتش حاجه وخدنى على فين 
لتجد نفسها بعد ان عبرت البوابه الكبيره داخل جزء من الجنه ارض خضراء شاسعه واشجار عاليه رائعه وازهار فى كل مكان واشجار فاكهه غايه فى الروعه انها فى الجنه بالتأكيد نست ما هى فيه وتلك اليدين الخشنتين التى تطوق ذراعها بقوه وكانت تنظر فى كل الاتجاهات وهى تتمنى يوم واحد وسط تلك الجنه الجميله .
افاقت من افكارها واحلامها وهى تجد نفسها داخل بيت كبير يبدو عليه الفخامه والرقى ... الاثاث به زوق عالى وراقى قالت تلك المرأه لسعدون _ خلى بالك منها على ما ادى للبيه خبر .
كانت تشعر بالخۏف حاولت أن تستجمع شجاعتها وهى تنظر لذلك السعدون برجاء_ انا معملتش حاجه .. انتوا هتعملوا فيا ايه 
لينظر لها سعدون بشړ دون كلام جعلها تشعر انها النهايه هى مېته لا محاله .
ظلت واقفه تتلفت حولها تنظر الى تلك اللوحات المعلقه على الحوائط  برقى وتلك التحف المنتشره فى كل مكان يبدوا ان اصحاب البيت اثرياء بشده استمعت لصوت تلك المرأه وهى تقول _ البيه نازل حالا يا سعدون هروح اعمله القهوه خلى بالك
بعد عده دقائق استمعت لصوت خطوات ثابته قويه رفعت رأسها تنظر لذلك الشخص المهيب الذى ينزل الدرج بثبات وقوه وعظمه تقدم منهم بهدوء نظر لها نظره شموليه من اخمص قدمها الى قمه راسها ثم جلس على الكرسى المواجه لمكان وقوفها ثم اشار لسعدون ان ينصرف فترك ذراعها التى بدأت فى تدليكه لشعورها بالالم فيه وغادر دون كلمه ...بقلمى ساره مجدى وضع الرجل الجالس على ابكرسى بفخامه  قدم فوق الاخرى وهو يقول بصوت هادئ قوى ... ولكنه مريح _  انت مين وكنت بتعملى ايه عند باب الببت 
لتنظر له الفتاه ببلاهه ثم قالت _ انا هحكى لحضرتك كل حاجه بس ممكن كوبايه مايه
فى تلك اللحظه حضرت تلك المرأه وبيدها كوب القوه ومعه كوب الماء لتضعهم امام رب عملها وترحل
ظلت الفتاه تنظر الى كوب الماء بلهفه وهى تشعر بجفاف حلقها ليشفق ذلك الجالس امامها على حالها ويشير لها ان تأخذ الكوب لتمد يدها سريعا لتشربه مره واحده وبلهفه .. ليزداد احساسه بالشفقه فينادى بصوت عالى _ صباح كبايه مايه كمان
وحين حضرت صباح بكوب الماء الاخر امرها باحضار طعام أيضا تناولت الفتاه كوب الماء كسابقه ثم قالت بخجل _ كتر خيرك يا بيه انا مش عايزه اكل .
ليقطب جبينه وهو ينظر لها بتمعن ثم قال _ احكيلى انت مين على ما صباح تجبلك الاكل
ظلت الفتاه تنظر اليه بتركيز ثم اثنت ركبتيها لتجلس ارضا وهى تقول _ ممكن اقعد لانى مش قادره افضل واقفه
ليوقفها بحركه من يده قبل ان تجلس ارضا وهو يشير الى الكرسى القريب منها ان تجلس عليه ..ابتسمت بشكر وهى تجلس بخجل وهى تقول_ الحقيقه انا هربانه من اهلى .
ليقطب ذلك الرجل حاجبيه بشړ لترتعد اوصال تلك الجالسه ړعبا
اكرم الجاسم من اكبر رجال الاعمال فى المنطقه ذات الخامسه والثلاثون اسمر البشره بحاجبان كثيفان وزقن خفيفه وعيون بلون القهوه
قالت سريعا توضح _ انا اهلى متوفين وكنت عايشه عند خالى بس هو كان عايز يجوزنى لواحد صاحبه ليه ديون عنده وحب يسددها بيا هو صحيح مش كبير لكن متجوز اتنين وعنده بدل العيل سته ملقتش حل قدامى غير انى أهرب
صمت وظل هو ايضا صامتا ينظر اليها بتمعن ثم قال _ اسمك ايه
_ ايه ... ايه سيف الدين .
كانت نظراته ثابته لا تتذحذح من على صفحه وجهها يتبين صدقها من كذبها بعد الكثير من الصمت قال_ معاكى اوراقك الشخصيه
لتهز راسها بنعم ثم مدت يدها للحقيبه الصغيره التى تلتف حول خصرها تخرج اوراقها كان يتاملها بتركيز ..قصيره ورفيعه بعيون سوداء ذات لمعه خاصه ترتدى ملابس بسيطه مجرد بنطال من الجينز الازرق وبلوزه بيضاء باكمام واسعه وترفع شعرها كذيل الحصان لا شيء مميز بها.. افاق من تأملها  على يدها الممدوه باوراقها الخاصه وتاكد من اسمها وقراء عنوان بيتها جيدا ثم قال _ وناويه تعملى ايه
أجابت سريعا وهى تقول _ هشتغل واعيش ده انا ممكن اشتغل خدامه ولا انى ارجع تانى لخالى .
كانت الافكار تدور فى رأسه يحاول ان يرتبها حين حضرت صباح وبيدها طبق كبير به بعض الشطائر وقدمتها لايه التى حين رأت الطعام بدأت معدتها تصدر اصوات تخبرها باحتياجها للطعام.. امسكت الطبق من يد صباح لتبدء فى التهام الشطائر بجوع واضح جعل قلب تلك المرأه السليطه يلين قليلا . وايضا جعل ذلك الجالس يتابع بصمت ان هناك دائما امل .
حين انتهت من الشطائر نظرت له بخجل ثم قالت _ اصلى بقالى يومين ماكلتش حاجه بس انا هدفع ثامنهم اول ما اشتغل .
ليبتسم لها وهو يقول _ وناويه تشتغلى ايه 
لتنظر له بحيره ثم قالت_ معرفش بس اى شغلانه انشالله خدامه انا مش عايزه غير مكان يآوينى وشغلانه يطلعلى منها قرش حلال اكل بيه .
كم هى بسيطه وصادقه انزل قدمه ووقف لتقف هى الاخرى بدورها ابتسم لها وهو يقول_ ليكى فى التمريض .
لتقطب جبينها لثوانى ثم قالت _ يعنى على خفيف بس كمان على حسب حاله المړيض يعنى انا مثلا مش بعرف ادى حقن وريد .
ليهز رأسه بنعم وهو يقول _ شوفى يا ايه اخويا من فتره حصلتله حدثه ومن وقتها مبقاش يقدر يمشى هو محتاج حد يديله الادويه يساعده فى اى حاجه هو محتاجها تقدرى تعملى ده
لتنظر له ببلاهه  وهى تقول _ يعنى حضرتك بتعرض عليا شغل هنا
واشارت الى البيت بيديها.. ليقول لها بتاكيد _ ايوه ... ومستنى اسمع ردك
لتبتسم بسعاده وهى تقول_

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات