نفوس قاسېة..بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الخامس.
مال ودون هاتف ودون سند وقد خزلها الجميع وها هي على حالها تبكى لا تعلم كيف مرت بها تلك الأيام السبعة. سمعت صفية رنين جرس الباب فانتظرت أن يقوم ابنها بفتح الباب ولكن الرنين استمر فتحركت لتفتح ووقفت تحدق بالواقف أمامها يحدق بها بارتباك فهمت بغلق الباب بوجه ولكنه قال لها وهو يضع يده يمنعها من غلق الباب.. أنا جاى استسمحك تخلينى اتكلم مع سهر قبل ما اسافر لانى مش ناوى ارجع مصر تانى ارجوكى.
بكت صفية فاقترب منها آدم وقال بقلق.. مالك يا أمى طمنيني.
أجابته صفية بحسرة.. جاى بعد ايه بعد ما بنتى ضاعت امشى يا ابنى وسبنى فحالى كفايا حړقة قلبى عليها.
. لم أعد أنا. ...
إن قال لي أحدآ يوما أن الزمن يمكن له أن يتوقف لتتوقف معه أنفاسى ما صدقته أبدا. ولكن هذا ما حدث معى بل أكثر لقد توقف نبضات قلبى مرة واحدة ممزقة صدرى وأنا أهز رأسى بعدم تصديق وأسمع أنين قلب تلك الأم التي وقفت أمامها أحدق بها أحسبها تهزأ بى لأتفاجأ بها وقد غمرها الحزن كقلب أم ملكوم على أبنتها حقآ لا لن أصدق ما قالت لا يمكن أن تضيع هكذا لا يمكن أن تبتعد عنى وأفقدها مرة أخرى. شرد آدم وهو يحاول أن يستجمع شتات نفسه بعدما أستمع إلى كلمات صفية الحزينة ووقف محدقآ بها پصدمة.
هل يمكن للرجال أن تبكى. نعم تبكى الرجال حقا وفقط الرجال كهذا الواقف امامى يترنح كأن الروح تفارق جسده بقوة ووجهه الشاحب حد المۏت وعيناه التي تحجرت بها الدموع لتنسال من محبسها كأنه لم يعد في عالم الأحياء صدمتنى عيناه لأشعر بقلب الأم لدى أن هذا الواقف امامى ليس بعاشق كاذب أبدآ. فاجأت صفية آدم وهي تمد يدها تربت على وجنه آدم وتمسح عنه دمعته التي فرت من محبسها وقالت.. لما حالك بالشكل دا وزعلان عليها سبتها ليه وهربت وروحت اتجوزت قريبتك دى وخلفت كمان يا ابنى أنا آه ست كبيرة بس الدنيا علمتنى كتير فبلاش تضحك عليا أنا كمان.
سحب آدم نفسآ عميقآ وقال.. أنا مبضحكش عليكى أقسم بالله ولا حتى هربت أنا نفذت وعدى ليها بس هي الظروف اللي حصلت معايا منعتنى أجى فالوقت اللي كنت قايل لها عليه ولما روحت لها ملقتهاش ولا حتى لاقيت محمود وفضلت أدور عليها أنا ومازن وكلفت ناس تدور عليها معايا.
أنا عمرى ما بصيت لواحدة غيرها واعتبرت نفسى مرتبط بعهدى معاها ومع ربنا. يا أمى أنا أسلمت علشان أقدر أكون معاها يمكن ربنا عاقبنى إنها تضيع منى علشان كان مفروض أسلم لله من غير غرض بس متخيلتش أبدا انها تتجوز محمود يا أمى محمود كسر قلبى لما قابلته من فترة صغيره وقال إنهم اتجوزوا فنفس اليوم اللي كان متحدد لكتب كتابهم إنما أنا مش عارف بجد مين اللي قال انى اتجوزت صدقينى والله يا أمى أنا متجوزتش وعشت السنين اللي فاتت دى على امل انى الاقى سهر.
فرت الدموع من عين صفية وهي تسمع اعتراف آدم فاسندها آدم إليه خوفا عليها وسحب لها المقعد واجلسها عليه وقال بقلق.. تحبى اجيب لحضرتك دكتور.
هزت صفية رأسها بالرفض وقالت.. لا يا ابنى أنا دوايا هي بنتى يوم ما ترجع لي واللي بدعى إنى أشوفها قبل ما أموت.
احتضن آدم كف صفية ووجده بارد ولاحظ حبات العرق على جبينها فقال.. لا أنا لازم انقلك المستشفى حضرتك شكلك تعبان والظاهر إن أنا زودت التعب أكتر سامحينى بس أنا فعلا مقدرتش أمنع نفسى إنى أشوفها للمرة الأخيرة بعد ما خسرتها بجوازها من محمود ورغم إنها هي اللي خلفت كلامها معايا بس مقدرتش أكرهها.
همست صفية بضعف وقالت..متظلمهاش إنت كمان بلاش تيجى عليها زى الدنيا كلها ما جت عليها سهر متجوزتش محمود ابنى إلا بعد ما اتوفى ابوها بأربع شهور.
تراجع آدم إلى الخلف ونظر لصفية بدهشه وقال.. بس محمود فهمنى غير كدا.
ابتسمت صفية بالم وقالت.. معدش يهم على رأى سهر أى حاجة دلوقتى بعد ما راحت.
احس آدم إنه سيختنق فهو كان على أمل إن تكون تلك الكلمات مجرد عقاپ له ولكنه تأكد الآن من انها الحقيقة فقال.. طيب ممكن تفهمينى سهر راحت فين.
سمع آدم وصفية صوت محمود يقول بحدة.. أنت إيه اللي جابك هنا وانتى يا أمى إزاى تدخليه إزاى تدخلى اللي سرق منى سهر وضيع حياتى.
نظر آدم بضيق إلى محمود وقال.. لو في حد فينا سرق التانى فأنت اللي سړقت منى سهر يا محمود لانك كنت متأكد انى بحبها وكنت عارف إنها بتحبنى ورغم كدا قبلت تتجوزها وټخطفها منى وأنا دلوقتى هنا علشان حاجة واحدة أنا عاوز ابرأ نفسى انى لا اتجوزت ولا حتى خلفت.
أقترب منه محمود وقال بعصبية.. أومال الهانم اللي كانت قاعدة جنبك على