نفوس حائرة بقلم منى أحمد حافظ الجزء الاخير
وهي تنحنى تقبلها وتقول_.. ريحى نفسك مجاش ومش هيجي انتى اخترتى خلاص يا جنة كان عندك فرصة كاملة لحد قبل ساعة انما دلوقتى التزمتى ف انسيه.
احست جنة وهي تسمع همسات والدتها باحتراق يستعر داخل منها يشعل قلبها فكادت تقف لتنهى كل شيء ولكن مظهر والدها وهو جالس بجانب الرجال جعلها تتراجع عن قرارها فكيف لها أن تخذله وټطعنه هكذا ومضت الأيام بطيئة عليها وهي تذهب كل يوم مع اخيها إلى المشفى تتابع معه خطوات تنظيم الجراحة وفي صباح اليوم المنشود جلست جنة على فراش المشفى تنتظر طبيب التخدير وكان الجميع حولها وبجانبها عمران فابتسمت له تطمئنه وقالت بصوت دافى_.. متخافش يا عمران أنت بطل وقدها.
ابتلعت جنة ريقها وقالت بعدما ابتعد عنها_.. قلقان عليا ليه ما أنا بخير اهو والحمد لله.
هز عمران راسه وقال بقلق_.. الدكتور ملاحظ أن في حاجة جواكى مش متظبطة انتى نفسيا مش جنة اللي أنا عارفها وحاسسها ومش عارف ساكتة ليه ومش بتتكلمى.
توقفت جنة وعمران عن الكلام حينما دلف طبيب التخدير وابتسم لهما وما أن اقترب حتى شحب وجه جنة ووقفت بارتباك وقالت_.. لا استنى.
فانتبه لها الجميع فشعرت بالحرج ونظرت تجاه مازن وقالت بصوت مضطرب_.. آدم فين يا عمى.
تهاوت جنة على فراشها وقالت بحزن_.. سافر عاليا ومجاش وهو عارف انى داخلة العمليات.
نظر لها عمران بحيرة وقال_.. عادي يا جنة هو اه وحشنا بس هو من حقه بعيش حياته بردوا ولا انتى شايفة ايه.
هزت جنة رأسها بالنفى وقالت_.. معدتش شايفة حاجة خالص بس لو ممكن اكلمه قبل ما ندخل العمليات.
أتاه صوت آدم ضعيف يقول_.. معلش يا بابا بلغه انى هطمن عليه هو ورشدى لما يقوموا بالسلامة.
نظر مازن صوب جنة وقال_.. لا دا مش رشدى اللي هيتبرع أصل منفعش دى جنة وكانت عاوزة تكلمك قبل ما تدخل العمل.
ابتسم مازن بحرج وهو يغلق الهاتف وقال_.. الخط قطع معلش يا جنة لما تخرجوا بالسلامة اكيد هيتصل.
طفرت عين جنة بدمعة مسحتها سريعا وأشارت للطبيب أن يبدأ فابتسم لها وقال_.. لا مش هنا التخدير أنا بس هقيس الضغط ونتحرك على العمليات على طول.
تحرك التمريض بفراش عمران وجنة وكانت العيون تحدق بهم بدموع الخۏف والالسن تدعو الله لسلامتهم ومرت الساعات ساعة تلو الاخرى حتى خرج الطبيب وملامحه غامضة واستدعى آدم بمفرده ووقف واولى ظهره للجميع وقال هامسا_.. العملية الحمد لله تمت بسلام نقلنا العينة والاستاذ عمران كلها ساعات ونعرف النتيجة انما.
حاول الطبيب أن يخفف الأمر على آدم وقال_.. بصراحة أنا مش عارف اقولك ايه احنا كنا خلاص خلصنا الجراحة بسلام ومكنش في أي عائق لكن قلبها وقف فجأة عملنا صدمة كهربائية لكن للأسف اټصدمنا أن مافيش أي أستجابة فاضطرينا نحطها على جهاز التنفس الصناعى.
شلت الصدمة الجميع بعدما علموا بدخول جنة غيبوبة مجهولة السبب.
جلس بجانبها لا يعلم ماذا حدث لها ولما اختارت الهرب من الحياة بتلك الطريقة لماذا تعاقبه هكذا مد يده يحتضن كفها وقال_.. أنا عارف انك سمعانى ممكن ترجعى لي تانى لو سمحتى بلاش تهربى منى بالشكل دا بلاش تعملى فيا اقسى حاجة ممكن اتخيلها وهي انك متكونيش معايا فالدنيا ارجوكى يا جنة آدم أنا مش عارف اعيش أربع شهور دلوقتى وأنت فالحالة دي حتى عمران رغم أن جسمه استجاب للعلاج وأتحسن الا أن حاله ميسرش لأنه محمل نفسه ذنب اللي أنت فيه قومى يا جنة وأنا هعمل لك كل حاجة أنت عوزاها طيب قومى وأنا مستعد أكون مكانك عموما أنا هعيد كلامي عليك تاني اللي بقوله كل يوم علشان واثق أنك سمعاني أنا يا جنة سمحت لنفسى ادخل اوضتك ولاقيت الورقة في المكان السرى بتاعنا وفهمت أنك بالشكل دا عايزاني علشان كده فهمت عمي آدم صحيح اټخانق معايا وقال أنه لعب عيال وأن الورقة دي متساويش الحبر اللي عليها وطبعا وقفت قصاد ماما وبابا وكانت ليلة كبيرة اوى ومواجهة صعبة بينا بس فالنهاية انتصرت واه أنا رجعت الشبكة للأستاذ محمد وعجبني اوى منك حركة ايديك المچروحة قومي بقى يا حياتي أنا عاوز اتجوز زي عمران ورشدي ولا أنا