الأربعاء 08 يناير 2025

أخر الأنفاس.. بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الاول..

انت في الصفحة 11 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

تغزل بها خلالها ابعدها قليلا وأنفاسه تتسارع فبدا كمن يعدوا أمامها وهمس يسألها بترقب
.. عوزاني يا نعمة.
أومأت بخجل وبرأس مطرق فمد يده ورفع وجهها نحوه وكرر سؤاله لتومأ بوجه مخضب بالحمرة فأحتوها عبد العزيز بين ذراعيه وهو يمحي أثر لمسات رضوان عنها تاركا ما يثبت وبقوة أنها له ليجرفهما الاحتياج والشوق ويغيبهما عن العالم من حولهما.
بات شخصا أخر لم تتخيل أن يكون وتسائلت أيعقل أن يكون زوجها العاشق هو نفسه الدكتور عبد العزيز المدرس الجامعي الصارم الذي أرهب الجميع بجديته وعبوسه الدائم كان كل يوم يمر عليهما يبثت لها عبد العزيز عشقه يغمرها بحنانه ورقته وتفهمه أحتواها وعاملها بصبر وتأني ويمازحها دوما ويغدق عليها بحبه علمها الكثير عن الحياة غير بها الكثير لتتبدل شخصيتها ببطء من الضعف إلى القوة أكسبها حبه لها الثقة فوجدت نفسها ترى كم أختلفت معه وباتت امرأة واثقة تسعى لأسعاده ومحبته وعشقته بفطرتها التي لم تعرف عن الحب إلا معه أما هي فسحرته ببراءتها وعنفوانها لذا لم يبخل عليها عبد العزيز بأي شيء وأهداها الكثير من الحلي وفي وقتهما الخاص بصقله لعقلها كان يجلس برفقتها بمكتبه يقرأن سويا بالساعات ويتناقشان بهدوء عن كل كتاب أحبت أختياراته لها وأدركت أنه يريد تثقيفها فبات مثاليا في عيناها.
من يرى حياتهما سويا سيظنها مثالية لا يشوبها شائبة ولكن ليس في الكون ما هو كامل إلا الله عز وجل شأنه فلكل نفس أغوار وأسرار تطفو فوق سطح المشاعر بأوقاتها المرصودة كخوف عبد العزيز المړضي على نعمة وغيرته كعاشق بشكل مفرط فجعلته غيرته يقوض حركتها فمنعها من مغادرة منزله حتى الشرفة باتت ضمن قائمة الممنوعات جادلته نعمة كثيرا وحاولت أن تصل لحلول ولكنه ظل على موقفه ثابتا متشبثا برأيه وأوصد أذنيه عن الأستماع لتوسلاتها وأرغمها على طاعته والأنصياع له باتت تختنق وتتمنى لو تفتح شرفتها على مصرعيها لتحتضن الشمس ويعبث بشعرها الهواء ولكن كيف وهو جعلها تقسم بالا تقترب منها بغيابه زفرت بحنق وغادرت غرفتهم وارتمت بضيق فوق الأريكة حاولت إلهاء نفسها بمشاهدة التلفاز ولكنه زادها سقم ولكن ما بيدها أن تفعل وهو يجادلها بحجة قوية بخوفه عليها من أن يراها أيا كان ولو بالصدفة فيبلغ شقيقها حينها تبتلع نعمة أعتراضها وتلزم الصمت فهي تعلم علم اليقين طبيعة شقيقها القاسېة وقلبه المتحجر وحتما إن علم مكانها فهو سيقتنص منها ليرد كرامته التي دهستها بفرارها منه.
غادرها عبد العزيز بعد مجادلة عقيمة بينهما كعادتها فارتمت فوق فراشها تزفر بقوة فهي كادت تجن من تلك الجدران التي حفظت كل إنش بها أعتدلت نعمة ومسحت وجهها بضيق وغادرت الغرفة باتجاه مكتب عبد العزيز وقفت تحدق بمجلداته العلمية والتي طلب منها بتحفظ عدم المساس بها فرفعت حاجبها بتحدي ومدت يدها وأختطفت إحداها بعناد طفولي وغادرت وجلست فوق الأريكة متعمدة تتصفحه وتنتظر عودته كي يراه معها أبحرت نعمة مع المعلومات التي نالت استحسانها وڠرقت تماما وتناست الوقت ووسط اندماجها تفاجأت نعمة بوجود صورة مخبأة بين الصفحات سحبتها لتراه وبجواره فتاة لا بل امرأة فاتنة ويداه تلتف حول خصرها بينما يحتضنا بعضهما البعض بالنظرات العاشقة خفت نبضها وازدردت لعابها ترطب حلقها وهي تتفحص الصورة من كل زاوية تبحث عن أي دليل يخبرها بهوية تلك المرأة التي أشعلت غيرتها قطبت جبينها حين فشلت في الاستدلال إلى أي شيء يريح فضولها لم تتحمل الجلوس ساكنه فأخذت تسير بلا هوادة وبين أصابعها الصورة تود لو تمزقها ولكنها مکبلة بعبد العزيز الذي باتت تعلم أغواره وتدرك أنه لن يدع الأمر يمر مرور الكرام فوضعتها بجيب ثوبها وعادت إلى مكانها تحتضن المجلد وتنتظر عودة زوجها بقلب مكلوم وعيون محتقنة.
عاد مجهد لا بل هالك فكل عضلة بجسده تصرخ من الالم أتجه صوبها بتعب وارتمى لجوارها مغمض العين يتنفس بقوة وأصابعه تدلك جبينه بوهن راقبته وعلمت بأنه يعاني إحدى نوبات صداعه النصفي ولكنها وللمرة الأولى لم تشفق عليه فوقفت ووضعت المجلد فوق ساقه وغادرت فتح عيناه بحيرة ونظر إلى المجلد بجبين مقطب وحمله بتيه والقاه بأهمال إلى جواره وقبل أن يغمض عيناه مرة أخرى أنتفض وفتحتهما سريعا وحدق بغلاف المجلد بتخوف ليزم شفتيه بالم حين قرأ عنوانه فمد يده إليه وفتحه بحثا عن تلك الصورة ومن مكانها راقبته بحزن وقد أطلقت العنان لدموعها بعدما رأته يقف وعيناه تبحث عن الصورة حوله خطت باتجاهه ومدت يدها بصمت بالصورة إليه وأسرعت إلى غرفتها وأوصدت بابها خلفها بإحكام ضغط عبد العزيز بقوة بإسنانه يكتم غيظه منها وتحرك إليها طرق الباب عدة مرات ليجيبه الصمت فصاح بصوت عال حانق
.. نعمة أفتحي الباب لو سمحتي وبطلي جنان أفتحي وخليني أتكلم
معاكي.
خنقتها الدموع وغصت بها بالم واستندت بظهرها إلى باب الغرفة وبعد سماعها ندائه المتكرر وانذاره لها لتفتح أجابته بقلب مفطور
.. لأ يا
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 14 صفحات