الجمعة 27 ديسمبر 2024

رواية كان لي بقلم منى أحمد حافظ الجزء الثاني

انت في الصفحة 1 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز

كان لي..بقلم مني أحمد حافظ.. الجزء الثاني
وفي مطروح كان الوضع قد وصل إلى حد جعل محمد والد أمل علي وشك الانفجار فكلما تحدث إلى خالد وأخبره بأنه يريد رؤيته يعتذر خالد ويتعلل بعدم وجوده وإنشغاله متهربا من مقابلته فلم يجد محمد أمامه حلا غير السفر دون علم أحد إلى القاهرة وصل محمد وبرفقته ثريا إلى منزل نعمة ورغم تفاجئها بمجيئهم رحبت نعمة بهما ولكن توجست من حضورهم ومن ملامح الحزن التي ملاءت وجهيهما.

لم تصدق ضحى بأن والديها أتيا للأطمئنان عليها وكحال خالتها نعمة أحست بأنهما يخفيان عنها أمرا ما.
بوقت متأخر داخل غرفة ضحى جلست ثريا بعيون دامعة فسألتها ضحى عما بها فزفرت ثريا ووجدت أن عليها إطلاع ابنتها عما حدث فقالت بصوت هامس
.. قومى الأول شوفي خالتك نعمة نامت ولا لسه سهرانة وتعالي علشان عيزاكي فموضوع.
أمائت ضحى برأسها وغادرت غرفتها بهدوء وحين أطمئنت عادت وجلست بجوار والدتها وقالت
.. خالتو نامت يا ماما ممكن بقى أفهم في إيه بصراحة أنا مش مقتنعة إن أنتم جايين فزيارة عادية ماما أرجوكي متخبيش عليا وطمنيني أحسن أنا ھموت من القلق هي أمل كويسة وبعدين هو بابا مرضاش يريح ليه ونزل.
تنهدت ثريا بحزن وأجابت بصوت مكلوم
.. ابوكي راح مشوار ضروري مشوار كان لازم يتعمل من بدري المهم قوليلي هي إيمان حضرت الأمتحانات هنا.
أجابتها ضحى بحيرة بنعم وهي تتابع ملامح والدتها الحزينة وقبل أن تسألها ضحى عما بها استكملت ثريا حديثها قائلة
.. أنت عرفتي إن إيمان أتجوزت يا ضحى!.
شهقت ضحى وهبت من مكانها وصاحت بدهشة
.. إيمان مين اللي أتجوزت يا ماما.
جذبتها ثريا لتعود إلى جوارها وهي تطالبها بخفض صوتها وقالت
.. وطى صوتك أحسن خالتك تصحى وساعتها مش هنخلص هتفضل تدينا فكلام يسم البدن وأنا مش ناقصة المهم أنا لما أنت كلمتيني قلقت فروحت لأسماء اسئل عليها وهي اللي قالت لي إن إيمان اتجوزت بس مش دا الغريب يا ضحى الغريب إن خالتك اسماء قالت إن إيمان اتجوزت وسافرت لجوزها السعودية قبل امتحانتها واللي اعرفه منكم إن إيمان حضرت الأمتحانات هنا يبقى أتجوزت وسافرت السعودية إزاي.
بهتت ملامح ضحى وهي تنظر إلى والدتها پصدمة لا تصدق ما قيل فقالت مستنكرة 
.. يعني إيه الكلام دا ياماما أنا مش فاهمة.
اكملت ثريا حديثها بحسرة واضحة وقالت
.. وعارفة مين اللي مشى فجواز إيمان يا ضحى. 
اتسعت عينا ضحى وهي تفكر باسم واحد فقط لتهمس بأستنكار
.. لا يا ماما اوعي تقوليها مستحيل يكون خالد.
هزت ثريا رأسها بايجاب وقالت
.. ايوة يا بنتي هو اللي مشى فالجوازة سافر لخالتك أسماء وقال لها إن العريس صاحبه ورتب لخالتك كل حاجة لا وكتر خيره كان وكيل إيمان.
شهقت ضحى پصدمة وأحست بأنها لا تعي ما تقوله والدتها فمتى تم كل هذا وهي ترافقهم ليل نهار ولما سعى لتزويج إيمان ولما أخفى عنهم فأفصحت عن ظنونها تلك لوالدتها وقالت
.. معقول الكلام دا طب هو كل دا تم إمته وإزاي وليه يقول يفهم طنط إسماء أنها سافرت أنا مش قادرة أستوعب إن خالك ممكن ېكذب بالشكل دا ومش هو لوحده لأ دا هو وإيمان اللي كانت قاعدة معانا ومش باين عليها أي حاجة معقول كانوا بيمثلوا علينا طول الوقت وهما.
هاجمت الشكوك عقل ضحى حين مرقت كلمات خالتها أمامها فقطبت جبينها وجلست بعدما أبتعلت باقي كلماتها لتفر دموع الڠضب من عينيها بينما تمزق قلب ثريا على حال ابنتها وشاركتها البكاء بصمت لتلتفت ضحى إليها بحزن وأردفت بصوت متهدج
.. ماما تفتكري إن كلام خالتو نعمة صح وإنهم هما السبب فاللي حصل لأمل معقول تجيلهم الجرأة يقعدوا فوسطنا بياكلوا ويشربوا معانا وهما بيخونونا مش معقول يا ماما مش كدا أصل أستحاله إن خالد يخون أمل أستحاله يكون الحب اللي فقلبه لأمل كڈب أنا أنا عقلي هيقف من التفكير مش قادرة أصدق إن خالد وإيمان طب إزاي.
انتحبت ثريا بعدما أدركت أن شقيقتها كانت على صواب وأنهم خدعوا جميعا لتأتي كلماتها الساخطة
.. ما هو لما تجمعي واحد زائد واحد تبقى النتيجة قلة الأصل والسواد اللي جوا القلب وواضح إن خالد أستغل طيبتنا وهبلنا وثقتنا فيه وداس على أختك وكسر قلبها وأختك أختك يا حبة عيني أكيد عرفت حاجة علشان كدا متحملتش ووقعت من طولها عيني عليكي يا أمل.
أحست ضحى بقلبها يفطر على شقيقتها فصورتها وهي غائبة عن الوعي بشقة خالد طاردتها فأغمضت عينيها لشعورها بالذنب فهمست بحقيقة ما حدث لأمل بصوت ممزق فلطمت ثريا فوق صدرها بقوة وحدقت بابنتها تلومها لأخفائها الحقيقة عنهم وأردفت
.. أخس عليكي يا ضحى بقى هان عليكي تخبي عننا اللي حصل وتشاركيهم فكذبهم علينا ليه كدا يا بنتي طب لو مصعبتش عليكي أختك مفكرتيش فأبوكي اللي قاعد مستني البيه يظهر فشقته تحت يبقى متغفل بالشكل دا ليه كدا يا

انت في الصفحة 1 من 52 صفحات