الخميس 26 ديسمبر 2024

سندريلا في بيتي بقلم منى أحمد حافظ الجزء الأول

انت في الصفحة 1 من 20 صفحات

موقع أيام نيوز

سندريلا في بيتي بقلم منى أحمد حافظ الجزء الأول
الأولى. خادمتي ولكن.
وقفت تحدق بتلال الأواني المتراصة على جانبي المجلي پذعر كأنها رأت أمامها أسوأ كوابيسها يتحقق وتطلعت حولها تبحث عن أحد تسأله العون والمساعدة ولكنها صدمت بخلو المطبخ من الجميع كأنهم فروا من الچحيم الذي وضعت هي فيه.
أغمضت عينيها وتنهدت بيأس حين أيقنت أن لا مفر لها فشمرت عن ساعديها لتبدأ في جلي أول إناء وهي تسب وټلعن تلك الظروف التي جعلتها تلجأ إلى العمل گخادمة.

ومن خلف إحدى نوافذ المطبخ المطلة على الحديقة الخلفية وقفت العاملتان المكلفتان بجلي الأواني تنظران إليها خلسة وتضحكان لحيلتهن التي انطلت على تلك المسكينة التي تسلمت عملها لأول يوم تمنيان نفسيهما بالراحة ولو قليلا ولم تنتبه أي منهن إلى صاحب العينين القاتمتين والذي تابع ما يدور بسخرية لسذاجة تلك العاملة الجديدة والتي استغلها الجميع منذ اليوم الأول لها.
التفتت ولاء إلى ساعة الحائط خلفها لتدرك أن لها أكثر من عشرين ساعة تعمل بشكل متواصل فزفرت بتعب وهي تجفف آخر إناء وتضعه بحرص في مكانه وابتعدت عدة خطوات إلى الخلف تقيم نظافة المكان وتنهدت براحة حين رأت كل شيء في مكانه وقد بدا المطبخ وكأنه لم يستخدم من قبل وأرتمت على أحد مقاعد مائدة المطبخ وهمست قائلة بتوعد
_ منك لله يا هنادي بقى هو دا الشغل اللي مش هتعب فيه بس أما أشوف وشك وحياتك عندي راح اخليك متعرفيش عينيك كان مكانها فين أصلا.
أسندت ولاء رأسها إلى الطاولة ليسرقها النوم سريعا ولم تر صاحب العينين الذي وقف يحدق بها بشفقة ليغادر المطبخ متجها إلى غرفته وتمدد فوق فراشه وأسند رأسه إلى ذراعه يفكر فى أمر تلك الزيجة التى تفاجىء بتخطيط الجميع لإجباره عليها والتى لم يكن سيعلم عنها أبدا لولا تلك الصدفة التى جعلت الخادمة الجديدة تقع بها لتكشف له مخططهم الذي بدأ يحاك وينفذ من خلف ظهره زفر پغضب لاصرارهم على التدخل فى شؤن حياته واللعب فيها ليعتدل فجأة وهو يشحذ عقله ليجد مهرب يخلصه من الزواج من أبنة الأدهم دون أن يلقى أحدا باللوم عليه ليبتسم فجأة وهو يتعجب من أمر نفسه لتذكره تلك الخادمة بعيناها التى احاطتهما بأغرب لون كحل أسود رآه فى حياته وهيئتها الغريبة بدء بجلبابها المعقود جانبا والذي كشف عن بنطال لا ملامح له أسفله وتلك الربطة الغريبة الشكل التي تغطي بها جدائل شعرها المجعدة إنتهاء بذلك المنديل الذي لفته حول عنقها عدة مرات وذكرته بمظهرها المشعث والعشوائي بتلك الشخصية الهزيلة بالأفلام القديمة.
في حين انتفضت ولاء بفزع حين صدح صوت بجانب أذنها يقول بحدة
_أنت يا بنتي قومي أنت إيه اللي نيمك هنا
هبت على قدميها تحدق في صاحبة الصوت الحاد بحيرة وابعدت عيناها عنها وجالت في المكان لتتذكر تلال الاواني التى جلتها في الامس وعادت بعيناها إلى تلك السيدة مرة أخرى وقالت وهي تضع كفها فوق فمها تمنع تثاؤبها
_ معلش مخدتش بالي أنا أصلي خلصت المطبخ ورتبته على الفجر وكنت عاوزة بس اريح رجلي والظاهر نمت وأنا قاعدة حقك عليا.
قطبت السيدة حاجبيها والتفتت الى المجلى وعادت بعيناها الى ولاء مرة اخرى وقالت
_ عاوزة تفهميني أنك لوحدك غسلتي كل حاجات الحفلة ورتبتي المطبخ اومال البنات اللي كانوا معاك راحوا فين
حكت ولاء راسها ومطت شفتيها وقالت
_ أنا مكنش معايا حد بعد ما نضفت الملحق زي ما طلبتي مني امبارح وجيت على المطبخ كان في انسة قالت لي إن حضرتك سيبتي خبر أني ممشيش قبل ما اخلص المطبخ كله وبعدين سابتني ومشيت.
رفعت شويكار حاجبها بتوعد وقالت
_ بقى الانسة قالت لك اني سايبة خبر وماله أما أشوف الهوانم راحوا فين وسابوا الشغل اللي مفروض يقوموا بيه.
صمتت شويكار ونظرت بتقييم إلى ولاء وهزت رأسها برفض وقالت وهي تشير إلى ما ترتديه
_ هو إيه اللبس اللي أنت لابساه دا يا ولاء.
نظرت ولاء إلى ملابسها وقالت
احتقن وجه شويكار ورفعت سبابتها في وجه ولاء وقالت محذرة إياها
_ لسانك يا ولاء لو مخلتيش بالك منه صدقيني هتمشي من هنا من قبل ما تاخدي حق اليوم فاهمة ودلوقتي اتفضلي ادامي أما اديلك لبس غير الحاجات الغريبة اللي أنت لابساها دي علشان تطلعي تنضفي جناح الاستاذ نبيل. 
صمتت شويكار مرة أخرى وحدقت بولاء بحيرة وقالت
_ ألا يا ولاء الأستاذ نبيل عرف بيك أزاي علشان يطلب أنك أنت اللي تطلعي تنضفى الجناح بتاعه وأنت امبارح من وقت ما الانسة هنادي جابتك ووصت عليك ومشيت وأنت يا فالمطبخ يا فالملحق بتنضفيه قوليلي قابلتي الاستاذ نبيل فين
حكت ولاء رأسها مرة أخرى ثم فركت عيناها بلا وعي فسال كحل عيناها ليلون حول عينيها بأكملها ففزعت شويكار حين خفضت ولاء يدها وتراجعت خطوة للخلف

انت في الصفحة 1 من 20 صفحات