حصري شُح قلب الجزء الثاني والأخير بقلم منى أحمد حافظ
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
حصري شح قلب الجزء الثاني والأخير بقلم منى أحمد حافظ
وافقته على قراره وزفرت بقوة وأطرقت برأسها تفكر بمخرج لهما سويا حينها لمس عادل ساعدها وقال بتردد..
.. بتول هو في حل بس أنا مش قادر أطلبه منك يعني بصراحة محرج منك بس..
سألته بتول بلهفة قائلة..
.. قول الحل يا عادل وسبني أنا أحكم عليه وبلاش الحساسية الزيادة اللي فيك دي..
أجابها بتخوف وهو يتطلع نحوها..
.. الحل أنك ترجعي لشغلك تاني ولو بشكل مؤقت لحد ما ألاقي شغل مناسب أيه رأيك..
حدقت بتول به بدهشة وعقبت على قوله..
.. أرجع الشغل بس أنا ليا أكتر من سنتين ونص سايبة المدرسة تفتكر بعد الفترة دي كلها هيرضوا أني أرجع وبعدين في حاجة مهمة الأول أنا كنت واخدة وضعي وكنت بقدر أمشي بدري بعد ما بخلص حصصي ورجوعي دلوقتي هيبقى كأني واحدة متعاقدة من جديد ودا هيغير حاجات كتير فحياتنا منها أني ممكن أقصر فواجبات البيت وأقصر فأهتمامي بيك وفرعاية ماما فهل أنت هتقبل أني أتأخر مثلا فتحضير الغدا بسبب أني برجع من المدرسة الساعة تلاتة لو الموضوع دا مش هيمثل لك أي مشكلة أنا هتكلم مع ماما وهفهمها الوضع وهنزل المدرسة أشوف إذا كان ممكن أرجع تاني ولا لأ ولو رفضوا هشوف مدرسة تانية ولو على علاج ماما وفطارها فأنا هحاول أني اصحى بدري وأفطر معاك أنت وماما وأديلها علاجها وبعدها أروح المدرسة.
.. أنا مش هعترض على أي حاجة بالعكس أنا هتبقى أيدي فأيدك واللي أنت هتقصري فيه أنا هعمله مكانك واكمله ومحدش هيحس بأي حاجة لحد ما نتخطى الأزمة دي..
وافقته بتول بتردد وأردفت..
..تمام لو كدا فأنا هتكلم مع ماما وبعدها هروح المدرسة وأشوف الأجراءات أيه لرجوعي وأعملها..
ربت عادل وجنتها وتركها واتجه صوب غرفة والده وأردف..
.. طيب أنا هدخل أنام شوية علشان حاسس إني تعبان وأنت لو حابة تطلعي لوالدتك تشوفيها أطلعي يا حبيبتي وخدي راحتك..
اتسعت حدقتا بتول أمام تصرفه ووقفت تتابع ابتعاده عنها والتفتت تحدق بصورتها في المرآة وزمت شفتيها وهمست..
زفرت بتول واتجهت صوب المرحاض واغتسلت بحزن واتجهت إلى فراشها واستسلمت للنوم كعادتها مؤخرا وفي صباح اليوم التالي أخبرت بتول والدة بحقيقة الأمر وتفهمته احسان وحثتها على الوقوف بجوار زوجها ومساعدته لتمر الأزمة ولم تدر بتول لما تسلل إلى قلبها الخۏف كلما تذكرت أنها ستترك والدتها بمفردها لعدة ساعات.
.. خير يا مدام مالك في حاجة حصل..
قاطعته بتول بقولها ودموعها تسيل فوق وجنتيها..
.. ماما تعبانة فوق وأنا مش عارفة مالها أرجوك شوف لي دكتور ولا أي حد يساعدني أخدها المستشفى.
سارع الرجل بقوله ما أن أدرك خۏفها..
أسرعت بتول بالعدو إلى أعلى مجددا وجلست بجوار والدتها وحاولت أسعافها ولكنها لم تفلح فمدت يدها مجددا وسحبت هاتفها وأعادت الأتصال بزوجها ليأتيها صوته الحانق يقول..
.. في إيه يا بتول مالك بتتصلي ليه أنت مش عارفة إن النهاردة في وفد جاي يفتش وأني مشغول و..
صړخت بتول قائلة غير مهتمة بما أخبرها به..
.. مش مهم الوفد ولا الشغل سيبهم وتعالى الحقني