الأربعاء 25 ديسمبر 2024

حصري شُح قلب الجزء الثاني والأخير بقلم منى أحمد حافظ

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

حصري شح قلب الجزء الثاني والأخير بقلم منى أحمد حافظ
وافقته على قراره وزفرت بقوة وأطرقت برأسها تفكر بمخرج لهما سويا حينها لمس عادل ساعدها وقال بتردد..
.. بتول هو في حل بس أنا مش قادر أطلبه منك يعني بصراحة محرج منك بس..
سألته بتول بلهفة قائلة..
.. قول الحل يا عادل وسبني أنا أحكم عليه وبلاش الحساسية الزيادة اللي فيك دي..

أجابها بتخوف وهو يتطلع نحوها..
.. الحل أنك ترجعي لشغلك تاني ولو بشكل مؤقت لحد ما ألاقي شغل مناسب أيه رأيك..
حدقت بتول به بدهشة وعقبت على قوله..
.. أرجع الشغل بس أنا ليا أكتر من سنتين ونص سايبة المدرسة تفتكر بعد الفترة دي كلها هيرضوا أني أرجع وبعدين في حاجة مهمة الأول أنا كنت واخدة وضعي وكنت بقدر أمشي بدري بعد ما بخلص حصصي ورجوعي دلوقتي هيبقى كأني واحدة متعاقدة من جديد ودا هيغير حاجات كتير فحياتنا منها أني ممكن أقصر فواجبات البيت وأقصر فأهتمامي بيك وفرعاية ماما فهل أنت هتقبل أني أتأخر مثلا فتحضير الغدا بسبب أني برجع من المدرسة الساعة تلاتة لو الموضوع دا مش هيمثل لك أي مشكلة أنا هتكلم مع ماما وهفهمها الوضع وهنزل المدرسة أشوف إذا كان ممكن أرجع تاني ولا لأ ولو رفضوا هشوف مدرسة تانية ولو على علاج ماما وفطارها فأنا هحاول أني اصحى بدري وأفطر معاك أنت وماما وأديلها علاجها وبعدها أروح المدرسة.
احتضن عادل كفيها وأومأ برأسه موافقا على حديثها وأردف..
.. أنا مش هعترض على أي حاجة بالعكس أنا هتبقى أيدي فأيدك واللي أنت هتقصري فيه أنا هعمله مكانك واكمله ومحدش هيحس بأي حاجة لحد ما نتخطى الأزمة دي..
وافقته بتول بتردد وأردفت..
..تمام لو كدا فأنا هتكلم مع ماما وبعدها هروح المدرسة وأشوف الأجراءات أيه لرجوعي وأعملها..
ربت عادل وجنتها وتركها واتجه صوب غرفة والده وأردف..
.. طيب أنا هدخل أنام شوية علشان حاسس إني تعبان وأنت لو حابة تطلعي لوالدتك تشوفيها أطلعي يا حبيبتي وخدي راحتك..
اتسعت حدقتا بتول أمام تصرفه ووقفت تتابع ابتعاده عنها والتفتت تحدق بصورتها في المرآة وزمت شفتيها وهمست..
.. أنا مش عارفة هو العيب فيا أنا ولا فيه هو دا حتى مبصش عليا ولا أهتم بقى معقول بعد أهتمامي دا كله بنفسي علشانه يسيبني وكمان يروح ينام فأوضة والده القديمة زي عادته لأ وعايزني أطلع أقعد مع ماما علشان تسألني وتلومني زي كل مرة وتتهمني بالتقصير وأني سايبة جوزي وقاعدة معاها دا أنا بقيت بهرب منها ومن اسألتها ليا من كتر ما بتلاقيني قاعدة معاها ولا يكونش فاكرني هعرفها أن له شهور بعيد عني وهاجر أوضتي بدون أي سبب وقاعد مع حاله.
زفرت بتول واتجهت صوب المرحاض واغتسلت بحزن واتجهت إلى فراشها واستسلمت للنوم كعادتها مؤخرا وفي صباح اليوم التالي أخبرت بتول والدة بحقيقة الأمر وتفهمته احسان وحثتها على الوقوف بجوار زوجها ومساعدته لتمر الأزمة ولم تدر بتول لما تسلل إلى قلبها الخۏف كلما تذكرت أنها ستترك والدتها بمفردها لعدة ساعات.
لتتوال الضربات عليها فبعد شهرين من عودتها إلى عملها عادت بتول بعد يوم مرهق لتفاجأ بوالدتها ممددة فوق الأرض دون حراك تكافح لالتقاط أنفاسها فأسرعت وهاتفت زوجها لعدة مرات ولكنها لم تفلح في الوصول إليه فهرولت خارج منزلها بجزع حتى وجدت نفسها بالطريق وجالت بعينيها تبحث عمن يساعدها ليوقفها أحد الجيران قائلا..
.. خير يا مدام مالك في حاجة حصل..
قاطعته بتول بقولها ودموعها تسيل فوق وجنتيها..
.. ماما تعبانة فوق وأنا مش عارفة مالها أرجوك شوف لي دكتور ولا أي حد يساعدني أخدها المستشفى.
سارع الرجل بقوله ما أن أدرك خۏفها..
.. طب أتفضلي حضرتك أطلعي خليك معاها وأنا هنادي على الدكتور محمد أنا لسه شايفه طالع بيته هجيبه وأجي على طول..
أسرعت بتول بالعدو إلى أعلى مجددا وجلست بجوار والدتها وحاولت أسعافها ولكنها لم تفلح فمدت يدها مجددا وسحبت هاتفها وأعادت الأتصال بزوجها ليأتيها صوته الحانق يقول..
.. في إيه يا بتول مالك بتتصلي ليه أنت مش عارفة إن النهاردة في وفد جاي يفتش وأني مشغول و..
صړخت بتول قائلة غير مهتمة بما أخبرها به..
.. مش مهم الوفد ولا الشغل سيبهم وتعالى الحقني

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات