الأربعاء 25 ديسمبر 2024

مقپرة السفن أخطر مضيق في العالم

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز


ومع عدم وجود أرض لإبطائها عند خط عرض ممر دريك في أي مكان على الكوكب، يمكن للرياح أن تهب، وتتسارع، وتصطدم بالسفن.

ولا يقتصر الأمر على الرياح التي تجعل المياه قاسېة، إذ أن ممر دريك هو في الأساس عبارة عن موجة كبيرة من المياه.

ويضيف بريرلي: "المحيط الجنوبي عاصف جدًا بشكل عام، لكن في ممر دريك، تضغط المياه في المساحة بين القطب الجنوبي ونصف الكرة الجنوبي. وهذا يزيد من حدة العواصف عند مرورها".

ثم هناك السرعة التي تتدفق بها المياه، ويُعد ممر دريك جزءًا من التيار المحيطي الأكبر حجمًا في العالم، حيث يتدفق ما يصل إلى 5،300 مليون قدم مكعب من المياه في الثانية. تزيد قوة التيار، محصورًا في الممر الضيق، ويتحرك من الغرب إلى الشرق.
وبالنسبة لعلماء المحيطات، يُعتبر ممر دريك "موقعا مثيرا"، إذ أنه موطن لما يسميه بريرلي بـ"الجبال تحت الماء" الموجودة تحت السطح - ويتسبب  التيار الهائل الذي يضغط عبر الممر الضيق (نسبيًا) في تكسّر الأمواج تحت الماء. وهذه "الموجات الداخلية" تخلق دوامات تجلب المياه الباردة من أعماق المحيط إلى أعلى - وهو أمر مهم لمناخ الكوكب.

الخۏف يولد الخۏف


ولعل أحد العناصر الرئيسية الأخرى التي تجعل ممر دريك مخيفًا للغاية، يتجلى بالخۏف من الممر ذاته.
ويشير بريرلي إلى أنه حتى افتتاح قناة بنما في عام 1914، كان على السفن المتجهة من أوروبا إلى الساحل الغربي للأمريكتين أن تبحر حول كيب هورن - الطرف الجنوبي لأمريكا الجنوبية - ثم تتجه نحو ساحل المحيط الهادئ.

ويوجد أيضًا ڼصب تذكاري على طرف كيب هورن، تخليدًا لذكرى أكثر من 10 آلاف بحار يُعتقد أنهم لقوا حتفهم أثناء الإبحار عبره.

ويقول بريرلي إن "المسارات بين جنوب إفريقيا وأستراليا، أو أستراليا أو نيوزيلندا إلى القارة القطبية الجنوبية، لا تقع على أي طرق شحن رئيسية".

ويتابع أن "السبب وراء الخۏف الشديد على مرّ القرون، يتمثل بأن ممر دريك هو المكان الذي يجب أن تذهب إليه السفن"
من جانبه، أشار القبطان ستانيسلاس ديفورسين، وهو أحد ثلاثة قباطنة على متن سفينة "Le Commandant Charcot"، وهي سفينة قطبية تابعة لشركة "Ponant" للرحلات البحرية، إلى أن الإبحار في ممر دريك يُعد مهمة معقدة للغاية، وتتطلب الحذر.

ويقول ديفورسين: "يجب أن يكون لديك خوف صحي، حتى تبقى متيقظًا للسفينة وأحوال الطقس. عليك أن تدرك أن الأمر قد يكون خطيرًا، وليس أمرًا روتينيًا على الإطلاق".

وعبر ديفورسين ممر دريك لأول مرة كقبطان منذ أكثر من 20 عامًا، حيث أبحر بكاسحة جليد مليئة بالعلماء إلى القارة القطبية الجنوبية للقيام بمهمة بحثية.

ويتذكر قائلا: "كانت لدينا أمواج شديدة الاضطراب، حيث بلغ ارتفاعها أكثر من 20 مترًا. كان الجو عاصفًا وقاسيًا للغاية".
مع ذلك، لفت ديفورسين إلى أن مستويات الراحة على متن سفينة الأبحاث - والظروف التي تبحر فيها - تختلف تمامًا عن تلك الخاصة برحلة بحرية، مؤكدًا: "نحن نتحلى بحذر كبير، فالمحيط أقوى منا. وليست لدينا القدرة على الإبحار خلال حالة الطقس السيئ، إذ نواجه أمواجًا هائجة ولكن دائمًا بهامش أمان كبير. نحن لا نقامر على حياتنا"

لمشاهدة الفيديو :

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات